تلقائيات سامي الربيعي لحظه استثمار اللحظه

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
05/03/2008 06:00 AM
GMT



 
              علامات الغائب..المختار ,,منها,, أو المحذوف ...الأثر أو العلامة أو الاشاره  في حدود الرسم تماثل تعيينات غير محددوه الشكل بل غارقه في بنائيتها  الهاربه وفق قائمه حذف المدلولات وعدم تعيين حدود الدال..مع فرض افتراض لم يعد يرى العمل الفني يمثل منجزا بل اثر زاد عليه تنوع الأساليب  التجريدية ,بما يبرز – على المستوى الفني الاروائي – إعطاء اسم جديد هو (الاشكليه) كبديل موضوعي آخر للتجريد بيد إن الاستثمار الامثل للصدفة والاختيار معا لكل مكامن اللحظه التي تجسدها تلقائيات الفنان الكبير سامي الربيعي في رصد ماتركته الطبيعة من مخلفات وعييها التلقائي وخزين ذاكرتها ألافتراضيه مع واجب أعاده التذكير بان       ( الطبيعة لا تنتج الشيء ذاته مرتين) كما يذهب إلى ذلك (بيكاسو) وهو يثمن جمال وثراء –وربما – ذكاء أمنا الطبيعة التي استوحى منها سامي الربيعي هذه المره تكوينات وتنويعات بصرية تتوالد من تلقاء نفسها على ضفاف نهر..أو جذوع أشجار ..جدران قديمة..ربما ارصفه شوارع .. بل جلود حيوان ..أوكل ما يتيح اليه استثمار تلك اللحظة الغارقة عمقا في ثنايا موضوع يسكن لحظات ذلك الاختيار عبر مقاصد واحتمالات الصدفة كتنويع حاذق مكبل بالجمال الحقيقي وبراعة الانهماك في خلق تناقض حسي ونفسي وحدسي يطال سمة الوضوح والافتراض الأول حين يشغل المشهد اهتمام الفنان ويثير شهيه البحث والحذف و تركيز بؤرة الشعورنحو هذا الجزء أو ذاك من مالوفية ما موجود على جسد الطبيعة بكل موجوداتها البيئية الفيزيقية ... وليقاوم الفنان_ فيما بعد _ جملة من الإضافات تعيد  صياغة ذلك المشهد الذى كان ملقى على قارعة الإهمال أو عدم الاكتراث به بسبب الاعتياد وتكرار مشاهدته مألوفا على ما هو عليه ..

 وليس على هدى ومنوال ما اختار سامي الربيعي تبني هذا الأسلوب مرهونا وجادا بانتقاء وتلقائية هي الأنسب في اختيار الهدوء والتأمل على أمل الاعتراف ثانية بان الهدوء انسب موقف للجمال .. ما يعزز النهج والأسلوب وغريزة الاكتشاف _ هنا_ . ان الفنان كان قد تدرع بجملة من القناعان بالموهبة والخبرة والدراسات زاوج فيها مابين التصوير الفوتغرافي والرسم والتصميم فضلا عن الإخراج .. 

        أضحت جميعها خلاصة واعية لمدركات جمالية – بصرية-  كان أساسها الصدفة وغايتها تعميق مسلك الوصول ببراءة وتلقائية الأشياء والموجودات نحو هذا الانفتاح الحر ..

         يترك اللحظات المجتهدة تعيد تعيينات وتكوينات ما حذف وأضاف الربيعي مستلذا ومنصاعا  لجلال وهيمنة الصدفة عليه ، مستعينا عليها _- فيما بعد – بنوع من التمهيد والإحكام الفني في إخراج صيغة العمل الفني بشكله النهائي دون أدنى تفريط بروح ونقاء تلك التلقائية آلتي يسعى إليها بعد تجارب تشكيلية استلهمت الحرف العربي واستغرقت كثيرا بإغراءات الانهماك بالتراث الإسلامي ومساندة الاحتفاظ بمسعى ما سعت إليها مدرسة بغداد للفن الحديث في تأكيد الروح المحلية وفق استنارات رائد المدرسة أو الجماعة الفنان الخالد جواد سليم ..مع حاصل الاندفاع نحو التجريب ومحاولا خلق الشخصية الفنية ومحاولة خلق الشخصية الفنية لكل فنان يتوجب دفع تجربته باتجاه تأكيد الذات وفتح معابر وجوده الإبداعي بلغت البحث ولذة الاكتشاف وبراعة الكشف وولع الإضافة وتنوع الابتكار ..

           كما تعمق ذلك الاجتهاد والتفاني المستمر في تجربة الفنان سامي الربيعي منذ قرابة نصف قرن تقريبا.. حتى شواطيء الوصول الى ضفاف تلقائيات وجماليات أعماله الأخيرة هذه .